الدليل الطبي الشامل

اختبار بسيط للبول قد يُجنّب مرضى سرطان الكلى الفحوصات الغازية

كشفت دراسة جديدة أن اختبارًا بسيطًا للبول يمكنه الكشف بدقة عن تكرار الإصابة بسرطان الكلى في مرحلة مبكرة، مما قد يُجنّب المرضى الخضوع لفحوصات غازية ويتيح لهم الحصول على العلاج بشكل أسرع.

تم تقديم هذه النتائج اليوم [الاثنين 24 مارس 2025] في مؤتمر الرابطة الأوروبية لجراحة المسالك البولية (EAU) في مدريد، وقد تم قبولها للنشر في مجلة European Urology Oncology.

يعمل الاختبار على تحليل البصمات المميزة لأنواع معينة من جزيئات السكر، تُعرف باسم “الجليكوزامينوجليكان”، الموجودة في البول. تُعرف هذه البصمات باسم “الجاجوم” (GAGome).

تهدف الدراسة الدولية AURORAX-0087A (AUR87A) إلى تقييم ما إذا كان اختبار الجاجوم يمكنه الكشف بدقة عن عودة سرطان الخلايا الكلوية الصافية (ccRCC) بعد الجراحة. يُعد هذا النوع الأكثر شيوعًا لسرطان الكلى، حيث يمثل ما يصل إلى 90% من الحالات. يتم تشخيص حوالي 400,000 مريض بسرطان الخلايا الكلوية الصافية سنويًا حول العالم.

يعاني حوالي خُمس المرضى الذين يخضعون لجراحة استئصال الورم من عودة السرطان خلال خمس سنوات، معظمهم في أول عامين. حاليًا، تتم مراقبة المرضى فقط من خلال الفحوصات التصويرية – عادةً الأشعة المقطعية – كل 6 إلى 12 شهرًا، بناءً على مستوى الخطورة.

شملت المجموعة الأولية من الدراسة 134 مريضًا عولجوا في 23 مستشفى بالمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا. كان جميع المرضى مصابين بسرطان الخلايا الكلوية الصافية غير المنتشر خارج الكلى، وعولجوا بالجراحة، حيث خضع معظمهم لاستئصال كامل للكلية. استمر جميع المرضى في الخضوع للأشعة المقطعية كفحص روتيني بعد الجراحة، بالإضافة إلى اختبار بول كل 3 أشهر. تم تحليل عينات البول باستخدام مطياف الكتلة لإنتاج درجة تتراوح من 0 إلى 100، تُعرف باسم “درجة الجاجوم”.

بعد متابعة وصلت إلى 18 شهرًا، عاد السرطان لدى 15% من المرضى. كان اختبار الجاجوم حساسًا للغاية في اكتشاف تكرار المرض، حيث حدد بشكل صحيح 90% من المرضى الذين عاد إليهم السرطان، بينما استبعد بدقة أكثر من نصف الذين ظلوا خاليين من السرطان. استندت هذه النتائج إلى عتبة درجة جاجوم مثبتة عند 12/100، حيث اعتُبرت الدرجة فوق 12 إيجابية، و12 أو أقل سلبية.

أظهرت النتيجة الإيجابية في الدراسة احتمالًا بنسبة 26% لعودة السرطان. الأهم من ذلك، أن النتيجة السلبية لاختبار الجاجوم أعطت موثوقية عالية بنسبة 97% لعدم عودة السرطان. وكلما ارتفعت درجة الجاجوم، زادت دقة النتيجة الإيجابية في تحديد تكرار المرض.

وفقًا للباحث الرئيسي في الدراسة، الأستاذ المساعد “سعيد دابستاني” من جامعة لوند واستشاري المسالك البولية في مستشفى كريستيانستاد المركزي بالسويد، فإن هذه الدقة مماثلة للأشعة المقطعية، لكنها توفر ميزة تجنب الاعتماد على الفحوصات التصويرية وحدها.

وأضاف دابستاني:
“غالبًا ما تكتشف الأشعة المقطعية آفات صغيرة لا يمكن أخذ خزعة منها، ولا نعرف ما إذا كانت علامة على عودة السرطان أم لا. خيارنا الوحيد هو زيادة تكرار الفحوصات للمراقبة الدقيقة، وهو أمر غير مريح للمرضى ونادرًا ما يحقق فائدة كبيرة. لكن إذا كان لدينا اختبار بول يمكنه تحديد ما إذا كان السرطان قد عاد بالفعل، فيمكننا تقييم مستويات الخطورة وتقليل عدد الفحوصات المطلوبة. بناءً على النتائج الحالية، يمكننا تقليل عدد الفحوصات التي يخضع لها المرضى إلى النصف بأمان.”

من جانبها، قالت الدكتورة “كارمن مير ماريسما”، استشارية أورام المسالك البولية في مستشفيات جامعة لا ريبيرا بإسبانيا وعضو المكتب العلمي لمؤتمر EAU:
“يُعد تطوير المؤشرات الحيوية لسرطان الكلى تحديًا كبيرًا، وهذه الدراسة تمثل خطوة نحو هذا الهدف. النتائج مثيرة للاهتمام، حيث أظهر الاختبار قيمة تنبؤية سلبية عالية. إذا كانت النتيجة سلبية، يمكنك التأكد إلى حد كبير من عدم عودة السرطان، لكن إذا كانت إيجابية، فنحن بحاجة إلى مزيد من الفحوصات. يعتمد الاختبار أيضًا على مجموعة من المؤشرات الحيوية، وليس جزيء واحد فقط، مما يوفر أساسًا أكثر قوة لاتخاذ قرارات العلاج.”

وأضافت:
“لا نعرف بعد ما إذا كان الكشف المبكر عن تكرار السرطان سينقذ حياة المرضى – فهذا يحتاج إلى مزيد من البحث. هناك أيضًا تطورات في العلاج بعد الجراحة، حيث بدأت بعض الدول في اعتماد العلاج المناعي (pembrolizumab) لسرطان الكلى. سنحتاج إلى مزيد من الدراسات لفهم تفاعل هذا المؤشر الحيوي مع ذلك العلاج.”

يقترب الفريق الدولي المشارك في الدراسة AUR87A من اكتمال تجنيد المجموعة الثانية من المرضى، والتي ستُستخدم نتائجها للتحقق من صحة نتائج المجموعة الأولى، المتوقعة بنهاية هذا العام.

يتم تطوير اختبار الجاجوم المستخدم في الدراسة من قبل شركة “إيليبتا” السويدية للتشخيص، حيث يعمل دابستاني أيضًا كمستشار طبي لها. لم يتم الموافقة على الاختبار بعد للاستخدام السريري في الإجراءات التشخيصية، وسيتطلب المزيد من البحث لتأكيد فعاليته في الممارسة العملية.

المصدر: الرابطة الأوروبية لجراحة المسالك البولية

0
الإشعارات
Scroll to Top